في قرية شروين بمحافظة ديالى تقف أسماء عامر محمد
شابة في الثالثة والعشرين من عمرها شاهدة على قوة الإصرار وشغف الإبداع. رغم فقدانها البصر بالكامل عام 2021، لم تستسلم أسماء للظروف بل صنعت من التحديات منطلقًا لتحقيق طموحاتها.
تقول أسماء: منذ طفولتي وأنا أهوى الحرف اليدوية كنت أصنع الأساور وأتعامل مع الخرز لكن في تلك الفترة كان بصري ضعيفًا ولم أكن أخصص وقتي بالكامل لهذه الهواية. ومع تقدمها في المراحل الدراسية كانت تعتمد على المعلمات في قراءة الأسئلة وكتابة الإجابات حتى أتى العام الذي فقدت فيه البصر بالكامل مما أجبرها على التوقف عن الدراسة.
لم تكن هذه النهاية بل بداية جديدة لقصة نجاحها. بفضل مؤسسة. ملتقى شباب النهرين للتعليم الإلكتروني عبر Google Meet استطاعت أسماء استكمال دراستها وتحقيق معدل 89٪ في الامتحانات الخارجية للفرع الأدبي. رغم رغبتها في دراسة القانون التحقت بكلية التربية الأساسية وتأمل أن تحقق حلمها بأن تصبح أستاذة جامعية.
إلى جانب الدراسة، وجدت أسماء في الحرف اليدوية متنفسًا للإبداع وسبيلاً للتميز. تصنع الأساور من الخرز بدقة مدهشة وتقول أعتمد على حاسة اللمس في عملي وأهلي يساعدونني في اختيار الألوان ووصف شكل القطع. أشعر بسعادة غامرة عندما أرى إعجاب الآخرين بأعمالي.
رغم محاولاتها في تعلم الخياطة ترى أسماء أن الحياكة وصناعة الأساور هما شغفها الأساسي. اليوم، تلقى منتجاتها رواجا كبيرآ بين زملائها في المدارس والجامعات مما يدفعها للاستمرار في تطوير مهاراتها.
تحلم أسماء بأن تؤسس ورشة لتعليم الفتيات الحرف اليدوية لأنها تؤمن بأن هذه المهنة ليست فقط وسيلة للإبداع بل فرصة لبناء مشاريع صغيرة وتحقيق دخل مستدام. تضيف:
لا أحب أن تكون إعاقتي عذرًا للاستسلام أو التوقف. طبيعتي محبة للتحدي. وأطمح لتجربة كل شيء حتى لا أندم يومًا على ما فاتني.
قصة أسماء ليست مجرد حكاية شابة فقدت البصر، بل درسٌ ملهم في الشجاعة والإرادة ودليلٌ على أن
الإبداع لا يحتاج إلى عينين ترى، بل قلبٍ يشعر ويدين تلامس الأحلام.
المدونة :
ازهار العزاوي :