في زاوية هادئة من الحياة، حيث لا صوت يُسمع ولا كلمات تُقال، وُلدت موهبة استثنائية اختارت أن تعبّر عن ذاتها بالألوان والخطوط. سجى عدنان، شابة من الأشخاص الصم والبكم، رسّامة موهوبة منذ نعومة أظافرها، وجدت في الورقة والقلم مساحة آمنة للبوح، وفي الرسم لغة بديلة تنطق بما تعجز عنه الحروف.
بدايات مبكرة وموهبة فطرية
منذ طفولتها المبكرة، كانت سجى تمسك الأقلام وتخطّ على الأوراق بعفوية لافتة، لترسم ملامح وأشكالًا تعكس حسًا فنيًا واضحًا يفوق عمرها. لم يكن الرسم مجرد هواية عابرة، بل وسيلة للتواصل مع العالم، ورسالة صامتة تحمل في طياتها الكثير من المشاعر والأفكار.
التعليم… حلم انقطع قسرًا
درست سجى حتى الصف السادس الابتدائي في معهد الصم والبكم، إلا أن ظروف عائلتها الصعبة، والتنقّل من محافظة إلى أخرى، حال دون إكمال مسيرتها الدراسية. ورغم هذا الانقطاع القسري عن التعليم النظامي، لم تنقطع سجى عن التعلم بطريقتها الخاصة، فكان الفن مدرستها البديلة، والصبر معلمها الأول.
دعم عائلي حقيقي… الأب نموذجًا
والد سجى يتحدث بفخر وصدق عن ابنته، مؤكدًا دعمه لها ماديًا ومعنويًا دون تردد، قائلاً:
“أنا أوفّر لها كل ما تحتاجه، وكلما نفدت أدوات الرسم أشتري لها غيرها، ولم أشعر يومًا بأنها عبء، بل مصدر فخر لنا جميعًا.”

ولا يقتصر دور سجى على الفن فقط، بل تشارك بفعالية في تحمّل مسؤوليات المنزل كاملة، وتقوم بواجباتها وواجبات والدها ووالدتها، في صورة تعكس قوة إرادتها وشعورها العالي بالمسؤولية، رغم إعاقتها والظروف المحيطة بها.
موهبة تحتاج فرصة
تمتلك سجى أعمالًا فنية مميزة، تعكس ذائقة بصرية عالية وقدرة على التعبير الصامت، إلا أن هذه الموهبة ما زالت حبيسة الجدران، بانتظار فرصة حقيقية للظهور. إن إقامة معرض فني خاص بأعمالها لن يكون مجرد حدث فني، بل رسالة إنسانية تؤكد أن الإعاقة ليست عائقًا أمام الإبداع، بل قد تكون دافعًا له.
مناشدة إنسانية
من هنا، نوجّه مناشدة صادقة إلى الجهات الحكومية، والمنظمات الإنسانية، ومنظمات دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، لتبنّي موهبة سجى عدنان، ودعمها لإقامة معرض فني يليق بإبداعها، ويفتح لها باب الأمل، والتمكين، والاستقلال المعنوي والمادي.
إن دعم سجى هو دعم لفكرة أسمى:
أن الإبداع لا يحتاج إلى صوت… بل إلى فرصة.

المدونه : ازهار العزاوي