أزهار العزاوي… أول صحفية من ذوات الإعاقة في ديالى تتألق في سماء الصحافة


ديالى – تقرير خاص
في مشهدٍ يعكس إرادة التحدي وقوة الحلم، تبرز أزهار العزاوي كأول صحفية من ذوات الإعاقة في محافظة ديالى، شقّت طريقها بثبات في ميدان الصحافة، لتكون صوتًا صادقًا للنساء ذوات الإعاقة ومنبرًا لقضاياهنّ في مجتمع ما زال يحتاج إلى مزيد من الوعي والإنصاف.
أزهار العزاوي، صحفية شابة من ديالى، تعمل حاليًا صحفية ورئيسة منصة التضامن الإعلامية، وهي منصة متخصصة بقضايا النساء ذوات الإعاقة، وتهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهنها، والدفاع عن حقوقهن، ونقل قصص النجاح التي غالبًا ما تُهمَّش في الإعلام التقليدي.
الصحافة… من هواية إلى رسالة حياة
لم تكن الصحافة بالنسبة لأزهار مجرد مهنة، بل كانت وما زالت هواية تحوّلت إلى حب، وحبٌّ وُلِد من شغف حقيقي بالكلمة الصادقة. تصف أزهار علاقتها بالصحافة بأنها علاقة انتماء، فالقلم بالنسبة لها أداة تغيير، والصورة وسيلة إنصاف، والخبر مسؤولية أخلاقية قبل أن يكون سبقًا إعلاميًا.
رغم التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في الوصول إلى الفرص، استطاعت أزهار أن تثبت حضورها في المشهد الإعلامي المحلي من خلال تغطيات ميدانية، وتقارير إنسانية، ومواد صحفية ركزت على القضايا المجتمعية، ولا سيما ما يتعلق بالنساء، والسلام المجتمعي، وحقوق ذوي الإعاقة.
منصة التضامن… إعلام بديل بصوت النساء ذوات الإعاقة
تأسست منصة التضامن الإعلامية بدعم من منظمة إنترنيوز (Internews)، ضمن إطار تعزيز الإعلام المستقل والمسؤول، لتكون مساحة إعلامية آمنة تُدار بأقلام واعية، وتنطلق من واقع النساء ذوات الإعاقة، ناقلة معاناتهن، وطموحاتهن، ومشاركتهن في الحياة العامة بعيدًا عن الصورة النمطية والشفقة.


المنصة لا تكتفي بنقل الخبر، بل تسعى إلى إحداث أثر مجتمعي حقيقي، وتعزيز ثقافة الحقوق، والمشاركة، والتمكين، وتقديم نموذج مختلف للإعلام المسؤول القائم على العدالة والإنصاف.
HRF وUNDP… قفزة نوعية في المسار الصحفي.
شكّلت مشاركة أزهار العزاوي في العمل الصحفي بدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وبالشراكة مع منظمة HRF محطة مفصلية وقفزة نوعية في مسيرتها، إذ شاركت بصفتها صحفية في تغطية الأخبار والمبادرات والأنشطة الخاصة بالمنظمة، ولا سيما تلك المتعلقة ببناء السلام المجتمعي، وتمكين النساء، ودعم الفئات الهشّة، وحقوق الإنسان.
هذه التجربة منحت أزهار مساحة أوسع لتطوير مهاراتها المهنية، والعمل وفق معايير صحفية أكثر احترافية، والتعامل مع قضايا إنسانية عميقة من قلب الميدان، ما أسهم في صقل هويتها كصحفية ملتزمة بالقيم المهنية والإنسانية، وعزّز ثقتها بنفسها وبقدرتها على المنافسة في الوسط الإعلامي.

وتؤكد أزهار أن العمل مع HRF وUNDP لم يكن مجرد مشاركة إعلامية، بل تجربة تعليمية ومهنية متكاملة شكّلت نقلة حقيقية في فهمها لدور الصحافة كأداة للتغيير وصناعة الأثر.
حلم 2026… التألق في سماء الصحافة..

تنظر أزهار العزاوي إلى عام 2026 بوصفه محطة تحقيق حلم طال انتظاره؛ إذ تأمل أن تتألق أكثر في عالم الصحافة، وأن تطوّر أدواتها المهنية، وتوسّع حضورها الإعلامي على مستوى أوسع، لتكون مثالًا ملهمًا لكل امرأة من ذوات الإعاقة تؤمن بأن الإعاقة لا تلغي الطموح، بل تصنع طريقًا مختلفًا للنجاح.
رسالة أمل وإلهام
قصة أزهار العزاوي ليست مجرد سيرة شخصية، بل رسالة أمل وإلهام تؤكد أن الصحافة ليست حكرًا على فئة دون أخرى، وأن الإرادة قادرة على كسر الحواجز، وصناعة واقع إعلامي أكثر عدالة وشمولًا.
في سماء الصحافة، تواصل أزهار العزاوي التألق، حاملةً قلمها، وحلمها، وصوت النساء ذوات الإعاقة… بثقة، وإصرار، وإيمان راسخ بالمستقبل.

الصحفية: ازهار العزاوي