ديالى – العراق // منصة تضامن الإعلامية – بدعم من منظمة بوابة العون

في أجواء مفعمة بالأمل والإصرار، نظّمت منصة تضامن الإعلامية جلسةً حوارية اجتماعية مميزة يوم الخميس الموافق 7 آب 2025 في قاعات بوليفارد ديالى، بدعم كريم من منظمة بوابة العون.

جاءت هذه الفعالية لتؤكد من جديد التزام المنصة بتعزيز دور النساء من ذوات الإعاقة. في المجتمع وتمكينهن من التعبير عن قضاياهن وطموحاتهن، عبر الحوار والتفاعل المباشر مع الجهات المعنية وممثلات المجتمع المدني.
منصة تضامن: صوت النساء من ذوات الإعاقة

تُعد منصة تضامن واحدة من أبرز المبادرات الإعلامية في محافظة ديالى، إذ تُعنى بإبراز قصص النساء من ذوات الإعاقة وتسليط الضوء على تحدياتهن وإنجازاتهن.
وفي كلمة لها خلال افتتاح الجلسة، قالت رئيسة المنصة، الناشطة أزهار دغيش علوان:
“نحن نؤمن أن النساء من ذوات الإعاقة لسن بحاجة إلى شفقة، بل إلى فرصة حقيقية. هذه الجلسة ليست فقط للتعبير، بل هي مساحة للتمكين والتأثير المجتمعي، ومنصة لإيصال أصواتنا إلى حيث يجب أن تُسمع.”

محاور الجلسة : قضايا وتحديات ونجاحات ملهمة
تناولت الجلسة الحوارية عدة محاور أساسية، من بينها:

1-التحديات الاجتماعية والقانونية: التي تواجهها النساء من ذوات الإعاقة، لا سيما في مجالات التعليم والعمل والصحة والمشاركة السياسية.

2-الوصم المجتمعي والصور النمطية: التي تسهم في تهميش هذه الفئة وإضعاف مشاركتها المجتمعية.

3-قصص نجاح واقعية: لنساء استطعن تحويل الإعاقة إلى قوة وإنجاز، متحديات الصعوبات ومؤكدات قدرتهن على الإسهام الفاعل في المجتم

مداخلات ملهمة ودعم مجتمعي واسع:

شهدت الجلسة مشاركة مميزة لعدد من الناشطات وصاحبات منظمات المجتمع المدني اللواتي عبّرن عن دعمهن الكامل لشريحة النساء من ذوات الإعاقة، مؤكدات أهمية العمل المشترك لتوفير بيئة أكثر شمولًا وعدالة.
كما أكدن أن تمكين النساء من ذوات الإعاقة ليس مسؤولية فردية بل واجب اجتماعي وإنساني يتطلب تعاون جميع الأطراف.

من جهة أخرى، كانت شهادات النساء من ذوات الإعاقة حاضرة بقوة، حيث قدّمن تجارب واقعية مؤثرة لاقت تفاعلًا كبيرًا من الحضور.
فقد تحدثت الرياضية( غرام رعد )عن قصة نجاحها في مجال رفع الأثقال، وكيف تمكنت رغم إعاقتها من تحقيق عدة ميداليات عالمية ورفع اسم العراق في المحافل الدولية، مؤكدة أن الرياضة كانت بالنسبة لها رسالة تحدٍ وإصرار على تجاوز القيود الجسدية والنظرة المجتمعية.
كما شاركت( وصال السامرائي ) وهي طالبة دكتوراه، تجربتها الأكاديمية الشاقة، مشيرة إلى الصعوبات الصحية التي رافقتها خلال مسيرتها التعليمية، لكنها استطاعت رغم ذلك مواصلة دراستها بإصرار وعزيمة، لتكون نموذجًا للإرادة التي لا تنكسر.
إلى جانب ذلك، سردت عدد من النساء المشاركات قصصًا إنسانية مؤثرة عن رحلاتهن مع الإعاقة والتمييز والتحدي، حيث تركت كلماتهن أثرًا عميقًا في نفوس الحاضرين، وفتحت نقاشًا ثريًا حول أهمية تمكين هذه الفئة ودعمها مجتمعيًا ومؤسساتيًا.

الحضور والمشاركة: وحدة في الهدف والرؤية
شهدت الجلسة حضورًا واسعًا من الإعلاميات والناشطات وممثلات منظمات المجتمع المدني، فضلًا عن عدد من الرجال الداعمين لقضايا النساء من ذوات الإعاقة، الذين أكدوا أهمية إشراك الجميع في بناء مجتمع أكثر إنصافًا وتوازنًا.
كما عكست الفعالية روح التكاتف والتفاهم بين مختلف المكونات الاجتماعية من أجل دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة النساء.

توصيات الجلسة: نحو تمكين حقيقي:
في ختام الجلسة، خرج المشاركون بعدة توصيات مهمة أبرزها:
تفعيل القوانين التي تضمن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة النساء.
إدماج قضايا النساء من ذوات الإعاقة في الخطط التنموية المحلية والمشاريع الحكومية.
تعزيز دور الإعلام في تسليط الضوء على قصص النجاح الملهمة بدلاً من التركيز على الصور النمطية.
إطلاق برامج تدريب وتمكين اقتصادي تستهدف النساء من ذوات الإعاقة، لتمكينهن من تحقيق الاستقلال المالي والمشاركة المجتمعية الفاعلة.

منصة تضامن: استمرار في طريق الوعي والتأثير
تؤكد هذه الجلسة على النهج المستمر لمنصة تضامن في بناء بيئة حاضنة للنساء من ذوات الإعاقة، وتفعيل دورهن في عملية التنمية المجتمعية، بدعمٍ كريم من منظمة بوابة العون التي ساهمت في إنجاح هذا النشاط النوعي.
فالمنصة تسعى لأن تكون منبرًا حرًّا لإيصال صوت المرأة العراقية من ذوات الإعاقة، وإبراز حضورها كقوة فاعلة في بناء السلام والمجتمع.

المدونة : ازهار العزاوي